صنع في غزة... المراكب والشنشولة والشرك والغزل بأيد فلسطينية
نشر الـيـوم 11/09/2010
لم تمنع أشعة الشمس الملتهبة وحرارة الصيف المرتفعة في شهر رمضان الحاج أبو أشرف الشنطي من ممارسة أعماله اليومية في إتمام عمله في نجارة الأخشاب وتليينها لتصنيع مراكب الصيادين أو ما يطلق عليها الحسك في قطاع غزة.فأبو أشرف الذي يقيم على بعد أمتار من شاطئ البحر وبجوار ميناء غزة يمتهن تصنيع المراكب منذ ثمانينات القرن الماضي بعد أن تعلم تصنيع المراكب في إسرائيل لينقلها إلى قطاع غزة.
يقول أبو أشرف " كنت أول من أدخل مهنة تصنيع المراكب إلى قطاع غزة مع بداية العام 1980 حيث كنت أعمل بها داخل الخط الأخضر ولكن الإقبال على تصنيع المراكب كان في البداية قليلاً جداً وتعرضت للعديد من الخسائر إلا أني صممت على البقاء ونقل الصنعة إلى غزة".
ويتابع أبو أشرف " وبعد أربع سنوات من عملي في صناعة المراكب في القطاع بدأ الإقبال على المراكب يزداد تدريجياً مع تزايد عدد الصيادين في القطاع وتزايد الإقبال على مهنة الصيد وبعد أن أثبتت مراكبي أنها أفضل من المراكب التي كان يجلبها الصيادين من إسرائيل".
ويستكمل الشنطي " أما اليوم ومع الحصار الإسرائيلي والبطالة التي لحقت بعشرات الآلاف من العمال فقد بات الإقبال على المراكب المصنعة في قطاع غزة مكثفاً، فعلى الرغم من منع إسرائيل الصيادين من تجاوز الثلاثة أميال في البحر وضيق المساحة المسموح بها بالصيد إلا أن الإقبال يتزايد على المهنة خاصة بعد تمكن الصيادين من الصيد في المياه المصرية".
وعن المراكب التي يصنعها الشنطي يقول " لدي القدرة على صناعة العديد من المراكب وحتى المراكب الضخمة إلا أن إسرائيل لا تسمح للصيادين بامتلاك سفن يزيد طولها عن السبعة أمتار وأصنع أسبوعيا العديد من مراكب الشنشولة والشرك والغزل وفقاً لطلب الصيادين إضافة للحسكات السياحية التي تستخدم عادة للمصطافين على شاطئ البحر".
وحول المواد المستخدمة في صناعة مراكب الصيد يقول " في البداية كنا نصنع المراكب من خشب أشجار الكينيا المتوافر في قطاع غزة إلا أن هذا النوع من الخشب يحتاج إلى مهارة عالية في النجارة وصعوبة في التصنيع لكننا استطعنا تطوير صناعة المراكب باستخدام خشب الفيبر المستورد وهو ما يعد الأسهل والأسرع في تصنيع المراكب".
وبخصوص المشاكل التي تواجه صناعة المراكب يضيف الشنطي " تواجهنا مشكلة رداءة الخشب المستورد إلى قطاع غزة حيث احتواء الخشب على العقد التي تجعله لا يقبل التليين إلا أننا وجدنا حلاً مؤقتاً لهذه المشكلة عبر تليين هذا النوع من الأخشاب بالماء الساخن".
ويأمل أبو أشرف أن تزدهر صناعة المراكب في قطاع غزة وأن يصنع يوماً مركباً بحرياً ضخماً يسير عشرات الأميال في المياه الإقليمية الفلسطينية والدولية دون أن تعترضه الزوارق البحرية الإسرائيلية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق